لكي تتقن البودكاست وتكون مرتاحاً، أنت تحتاج إلى مزيج من العوامل المهمة، والتي تبدأ من التحدث بسرعة صحيحة ومناسبة (حوالي 150-160 كلمة في الدقيقة)، الثقة التي تكتسبها من الخبرة، معرفة الموضوع جيّداً، وصولاً الى التدريب الفني عندما يتعلق الأمر بالنطق، التنفس، إيصال المشاعر وعدم استخدام الحشو.
سنقدّم لك 12 نصيحة مهمة لإتقان البودكاست:
1- فكّر في الصوت- استخدم أسلوب السرد المناسب لموضوع البودكاست. فكّر في استخدام صوت أعمق أو أعلى بما يتناسب مع البودكاست، وخذ أيضاً بعين الاعتبار سرعة الحديث. هل تحتاج إلى نطق كل شيء بشكل مثالي أم أن أسلوبًا أكثر حداثة وتحدثًا وغير رسمي قابل للتطبيق؟ هل تريد أن تبدو كموجه وخبير أم أنك صديق؟ مهما كان الخيار الأفضل بالنسبة لك ، حاول التحدث بوضوح.
هل أنت تحتاج إلى لفظ الكلمات بطريقة مثالية أم تريد التحدّث بأسلوب عصري وعفوي وغير رسمي؟
هل تريد أن تبدو كمرشد وخبير أم كصديق؟ مهما كان خيارك، حاول التحدث بوضوح.
2- جرّب تقنيات اللفظ والنطق- سجّل، استمع وعدّل.
إذا كنت تريد أن تبدو محترفاً، فيجب أن تفكر في التعديل بصوتك إلى حد ما. في الواقع، يمكن أن يفقد صوتك الطبيعي بعض الدفء والحيوية والعواطف عند التسجيل. تتحسّن أصوات معظم الناس عند إجراء بعض التعديلات والعمل على النطق.
يجب أن تبدأ روتين التدريب الصوتي للبودكاست:
من المهم إيجاد التوازن الصحيح بين طريقة النطق الطبيعي والتركيز على اللفظ. أفضل خطوة تقوم بها في هذا الإطار هي التسجيل لنفسك والاستماع إلى المحتوى وتصحيحه. وهنا قم ببعض محاولات التسجيل المختلفة قبل أن تقرر النمط الصوتي الذي تريد تطبيقه. استمع إلى صوتك، وقم بتدوين الملاحظات حيث جاءت بعض العبارات أو الكلمات غير واضحة حتى تتمكن من تصحيح ذلك بسهولة. سيبدو الاستماع إلى نفسك غريبًا في البداية، ولكن ستلاحظ الفرق مع مرور الوقت عندما تبدأ في إدخال تغييرات على صوتك.
3- انقل المشاعر والعواطف من خلال صوت البودكاست الخاص بك.
كما هو ذكرنا أعلاه، من المهم جداً أن تعثر وتختار أسلوباً أو نمطاً شاملاً للبودكاست الخاص بك. كخطوة تالية، ابحث عن كيفية نقل المشاعر في برنامجك، وفكّر في كيفية التعبير عن الإثارة أو الفرح أو الحماس، وكيف ستظهر الرعاية أو الحزن أو الأسى. إتقان هذه الخطوة سيجعل البودكاست الخاص بك متقناً، عبر التواصل مع جمهورك من خلال المشاعر.
4- قف أثناء التسجيل.
تدرّب على تسجيل البودكاست أثناء الوقوف. قد يكون الأمر غير مريح في البداية، ولكنك سرعان ما ستشعر بتحسّن، خصوصاً بمجرد أن تلاحظ تحسناً كبيراً في جودة التسجيل.
فوائد الوقوف خلال التسجيل:
- تحسين التنفس؛ يساعد الوقوف على التنفس بعمق واللفظ بوضوح أكثر. وعند الجلوس، سيتم الضغط على الحجاب الحاجز الذي سيتقلص ويصبح مسطحاً عند الشهيق، لذلك فعند الوقوف أنت تزيل هذا الضغط وتسمح بأخذ أنفاس أعمق. ومع زيادة القدرة على التنفس، يمكنك تسجيل عبارات أطول. كذلك، يساعدك خفض معدل التنفس على تجنب نفاد الهواء، ومع تحسين تدفق الهواء، ستتمكن من التحدث بشكل أكثر وضوحًا.
- التعبير بشكل أسهل؛ أثناء الوقوف، أنت تستطيع التحرّك والتعبير والإيماء بشكل أفضل. ستؤثر كل هذه الحركات على طريقة إيصال المعلومات كما ويمكن أن تعزز جودة صوتك والحلقة بشكل عام. مع تحرير العضلات، ستشعر بمزيد من الاسترخاء بشكل عام.
5- تدرّب على التنفس.
تعد معايير التسجيل الحديثة، وبخاصة في البودكاست، أكثر تحرّراً عندما يتعلق الأمر بالتنفس المسموع الذي بات مقبولاً بشكل عام اليوم. ولكن إذا كنت تتدرب، يمكنك الحصول على بودكاست أفضل جودة.
كيف تتمرّن على التنفس من أجل التدريب الصوتي للبودكاست؟
تخلّص من صوت النفس الشديد من خلال ممارسة تقنية "التنفس الصامت". كذلك، من المهم جداً أن تعرف السيناريو وتفاصيله بشكل جيّد، هذا الأمر سيساعدك على اكتشاف اللحظات التي يتطلب فيها النص توقفًا موقتًا، حيث يمكنك أخذ نفس عميق. بالإضافة إلى ذلك، احرص على دراسة الجمل جيّداً لمعرفة تلك التي يجب وصلها ببعضها، وبالتالي التنفس بشكل أسرع، قبلها أو بعدها، لتجنب مشاكل التنفس في منتصف الجملة.
أخيرًا، ضع الميكروفون في المكان الصحيح والمناسب. لا تضعه أمام فمك مباشرة عندما يكون تدفق الهواء من فمك قوياً، ولكن ضعه على جانب خط شفتيك وفوقه أو أسفله.
تحكّم في نفسك، وبمجرد وضع الميكروفون، لا تلتفت بشكل غريزي نحوه. أبقِ رأسك بعيدًا أو قم بإمالته عنه لفترة قصيرة لتقليل الصوت.
6- راجع السيناريو- عزز ثقتك بنفسك وتخلص من التلعثم.
لكي تكون مرتاحاً في البودكاست، لا بدّ من معرفة المادة التي ستقدّمها جيّداً، إذ سيجعلك هذا الأمر أكثر استرخاءً، وهذا بدوره ينعكس إيجاباً على الحلقة. تمرّن على السيناريو بصوت عالٍ لاكتشاف تفاصيله بشكل ملموس. لذلك، اقرأ السيناريو بصوت عالٍ مرات عدة قبل البدء في التسجيل، سيكون ذلك بمثابة تمرين لإحماء الأحبال الصوتية.
أعد كتابة السيناريو إذا شعرت بأن النص المكتوب ليس سلساً وسهلاً وطبيعياً عند قراءته بصوت عالٍ. كذلك، أدخل بعض التعديلات عليه إذا شعرت بالحاجة إلى ذلك، بهدف جعله أكثر وضوحاً وسهولة للجمهور.
عند التسجيل، خذ بعين الاعتبار سرعة قراءة السيناريو- اختر اللحظات المناسبة التي يمكنك خلالها تسريع صوتك وتلك التي يجب أن تبطئ خلالها. في الواقع، يمكن أن تؤدي السرعة الصحيحة خلال التسجيل إلى تحسين الأداء وجودة الحلقة بشكل عام. أضف بعض المشاعر بشكل بسيط الى الحلقة، وفكّر في أفضل السبل للتعامل مع الحزن، الخوف، الفرح والإثارة، وما إلى ذلك. كن حذرًا كي لا يبدو السيناريو إعلانًا إذاعيًا مزعجًا. تجنّب المطبات، وأكثرها شيوعاً هي المصطلحات الفنية والكلمات الأجنبية. لذلك اقرأها بصوت عالٍ وتأكّد من كيفية لفظها بشكل صحيح. كذلك، تجنّب استخدام بعض العبارات المعقدة التي قد تعقّد عملية التسجيل.
7- أبطئ من سرعة السرد.
عندما تقوم بمراجعة السيناريو، حدّد العناصر التي تتطلب سرعة أكبر لكي تخدم المحتوى العاطفي الذي تريد إيصاله. وهنا يمكنك الإبطاء للحظة لإضافة بعض التشويق، وهذا ما سيجعل المستمع يفكّر بالمحتوى الذي تقدّمه. إبطاء سرعة السرد مهمة أيضًا ليس فقط للتشويق، إذ إنها بمثابة توصية يجب اتباعها بشكل عام لأن معظم المبتدئين في البودكاست يميلون إلى التحدث بسرعة كبيرة. يجب ألا تتسرع في تقديم المحتوى، وامنح الجمهور الوقت الكافي والمناسب للاستمتاع بالبرنامج. تدرّب على ذلك من خلال قراءة السيناريو بصوت عالٍ والحرص على تناسب أسلوب البودكاست المستخدم مع المادة التي تقدّمها، بالإضافة الى تقديم المحتوى بطريقة ممتعة. كذلك، يُعد الإبطاء أيضًا مفيدًا جدًا في التخلص من الحشو ومشاكل الصوت التي سبق وذكرناها. باختصار إبطاء سرعة السرد هو نقطة جديدة ومهمة ضمن قائمة التدريب الصوتي للبودكاست.
8-أعد انتباه المستمعين إلى المحتوى.
التوقف أثناء الكلام يلفت انتباه المستمع. إذا قمت بتسجيل بودكاست بوتيرة ثابتة، حتى لو لم يكن الأسلوب رتيبًا، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة الجمهور من خلال عدم اهتمامهم بالمحتوى. إذ يمكن أن يتشتت الانتباه بسهولة عندما يبدأ الناس بالتفكير في أشياء أخرى أو حتى التفكير في فكرة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن نسبة كبيرة من الأشخاص يستمعون إلى البودكاست أثناء القيام بأشياء أخرى بالتوازي، كالقيادة والتنظيف والقيام بالأعمال المنزلية، فإن خطر تشتت الانتباه يكون أعلى بكثير، لذلك حاول دائمًا لفت انتباههم وجعلهم يشعرون بأنهم معنيون بالمحتوى بانتظام.
9- التخلّص من الحشو - يمكنك القيام بذلك بسهولة من خلال الممارسة والتدرّب.
الحشو هو صوت أو كلمة أو عبارة يتم استخدامها في المحادثات للسماح للآخرين بالتفكير بموضوع معيّن من دون ترك انطباع لديهم بأنك أنهيت التحدث. كل لغة لديها مواد مختلفة، إلا أن المواد كافة تلعب الدور نفسه.
لإتقان البودكاست، تخلّص من كلمات الحشو الأكثر شيوعًا، في اللغة الإنكليزية هي أصوات مثل ah أو uh و er وum أو حتى كلمات وعبارات مثل كما تعلم، أعني، حسنًا، في الواقع بشكل أساسي وصحيح. في البودكاست الاحترافي، لا يحبّذ المستمعون استخدام المؤثرات. بالطبع يمكن تعديلها أو إزالتها خلال التحرير، ولكن من الصعب للغاية جعل المحتوى طبيعياً ومتناسقاً. يجب أن يكون هدفك هو التدرب على التخلص من أصوات الدندنة لهذه الأسباب بالضبط.
10- التخلّص من الانعطاف الصوتي.
الانعطاف الصوتي هو تنغيم صوتك على الكلمة الأخيرة. هذه الخطوة تسلّط الضوء على الدور المهم للكلمة في الجملة. ومن خلال تطبيق هذا التنغيم، يمكن أن يعرف المستمعون أن الجملة المعيّنة التي استخدمتها هي مثلاً سؤال تنتظر إجابة عليه، أو حتى تساؤل وأنت بحاجة الى تأكيد المعلومة أو حتى نفيها.
كيف تسيطر على الانعطاف الصوتي؟
إن الإلمام بالموضوع العام سيعزز ثقتك بنفسك ويؤدي إلى إيصال رسالتك بأفضل طريقة.
تدرّب على المادة النهائية، واعرف متى تنتهي الجمل حتى تتمكن من إنهائها بنبرة محايدة. تدرّب بصوت عالٍ وسجّل الجلسات التدريبية واستمع إليها.
11-حماية الصوت- بخاصة قبل 24 ساعة من التسجيل.
عندما تصبح بودكاستر، يصبح صوتك هو الأداة الثمينة التي عليك حمايتها. اعتن به جيدًا كما تفعل مع الميكروفون باهظ الثمن.
لإتقان البودكاست، يجب عليك قبل التسجيل:
- حماية صوتك - قبل التسجيل بـ 24 ساعة على الأقل، قلل أو ابتعد تمامًا عن الكحول والتدخين وتجنب الخطابات العامة الطويلة والصراخ في الأحداث والحفلات. لا ترهق الحبال الصوتية.
- الراحة والتجدد- احصل على قسط كافٍ من النوم الجيد ليلاً لمساعدة عضلاتك، بما في ذلك تلك المسؤولة عن التنفس والصوت، على التجدد.
- الحفاظ على الرطوبة- حاول شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا. اشرب هذه الكمية على مدار اليوم، وهذا سيبقيك رطبًا ويحمي صوتك. وفي يوم التسجيل، اشرب الماء بدرجة حرارة الغرفة، إذ يمكن أن يكون لكل من المياه الساخنة والباردة تأثيرات ضارة.
12- حماية الحبال الصوتية- لا تبدو متعبًا عند التسجيل.
ستجعل تمارين الإحماء أداءك أفضل. وهذا الأمر مهم بشكل خاص إذا كنت تسجل في الصباح الباكر ولم تكن لديك فرصة للإحماء الطبيعي. لا تسجّل أبدًا من السرير لأن صوتك يكون سيئاً عندما تستيقظ (هل تتذكر كيف يبدو صوت الناس على الهاتف عندما توقظهم بمكالمتك؟)، إضافة الى أنك تشعر بالجفاف بشكل طبيعي بعد ساعات طويلة من النوم.
انتظر ما لا يقل عن 30 دقيقة إلى ساعة. استخدم هذا الوقت لترطيب نفسك وإحماء صوتك، وجعل عقلك يعمل بأقصى سرعة.
وتشمل تمارين إحماء الصوت ما يلي:
- سجّل الفقرات الأولى مرتين أو 3 مرات في البداية
- أعد تسجيل الفقرات الأولى في الأخير قبل نهاية الحلقة
- إذا كنت في عجلة من أمرك، فجرّب الدندنة على الأقل قبل بدء التسجيل
تعليقات
لا توجد تعليقات
الرجاء تسجيل الدخول لترك تعليق.