تصميم البودكاست هو طريقة فعالة لتنظيم محتوى برنامجك، كما إنه يمنح البودكاست أيضاً هكلية واضحة. في الواقع، سيخلق التصميم المتين تناسقًا بين الأفكار، وهذا ما سينعكس بطريقة إيجابية على المستمعين، إذ سيشعرون بأن المحتوى منظم. وبالتالي، فبدون وجود تصميم سيكون البرنامج غير متناسق.
عند الالتزام بتصميم معين، يستطيع المستمعون توقع ما يمكن سماعه عند بدء حلقة جديدة. إن التخطيط للمحتوى مسبقاً سيسهّل عليك رحلتك في عالم البودكاست.
إذا كنت تفكّر في بدء رحلتك في عالم البودكاست، ولكن ليس لديك أي فكرة حول تصميم برنامجك، إليك بعض أنواع البودكاست الأكثر شيوعًا:
- الفردي/ المونولوج: يتميز البودكاست الفردي بوجود مقدّم واحد، بدون ضيوف، يروي القصص أو يقدم تعليقًا على موضوع معين. يمكن أن يكون هذا النوع من البرامج مسلياً أو غنياً بالمعلومات أو مزيجاً من الاثنين معًا. للتعويض عن غياب الضيوف، يرتكز هذا النوع عادة على سرد القصص وهندسة الصوت الصاخبة. عندما تقديم البودكاست المنفرد، يقضي جمهورك كامل مدة البرنامج معك وحدك، لذلك بعد الاستماع إلى البودكاست الخاص بك لفترة من الوقت، سيشعرون بأنهم يعرفونك شخصيًا. من حيث سير العمل، تحرير البودكاست الفردي هو عادة أسهل من تحرير البودكاست السردي لأنك لست مضطرًا إلى إجراء المقابلات. بالنسبة لبعض المستمعين، فإن عدم وجود ضيوف في البودكاست يمكن أن يقلل من صدقية البرنامج، إذا لم تكن مرجعاً فكرياً معروفاً موثوقاً به. لهذا السبب يجب أن تفكّر في تزيين البودكاست بالموسيقى والمؤثرات الصوتية لإضافة بعض التنوع وتوفير فواصل بين الأقسام.
- المقابلة: في بودكاست المقابلة، يقوم المقدم بإجراء مقابلات مع ضيوف مختلفين، تمامًا كما هو الحال في البرامج الحوارية. الميزة الأساسية لإنتاج بودكاست المقابلة تتمثل في أن الضيوف يستطيعون لفت انتباه الجمهور على الفور، بخاصة إذا كنت تنافس علامات تجارية أكثر انتشاراً. وخلال المقابلات، لا يشعر المقدم بالقلق حيال نفاد المحتوى والأفكار التي سيقولها، لأن كل ضيف يعرض وجهة نظره حول الموضوع. كذلك، فقد يساعدك الضيف على توسيع دائرة انتشار البودكاست ليصل الى عدد أكبر من الجمهور في حال شارك الحلقة مع متابعيه. والجدير ذكره، أن بودكاست المقابلة لا يحتاج عادة إلى الكثير من التحرير، ولكنه يتطلب الكثير من البحث والجهد للعثور على الضيف المناسب. يتطلب هذا الأسلوب أن تتمتع بمهارات ممتازة في إجراء المقابلات والأبحاث، وأن تكون مستمعًا ممتازًا.
- التحادثي/ التقديم المشترك: يتميّز هذا الأسلوب بوجود شخصين يجريان محادثة مباشرة، وهذا ما يجعل الأمر يبدو وكأنه نقاش غير رسمي بين صديقين. يمكن للمقدمين المتعددين العمل كمقدم واحد، ويمكنهم تقديم المزيد من وجهات النظر والأفكار والأسئلة إلى الحوار. ويمكن أن يتشاركوا أيضًا عبء العمل في بودكاست واحد، وهذا ما يسهّل العمل قليلاً. على سبيل المثال، إذا كان لديك ضيفان في إحدى الحلقات، فيمكن لكل مقدم إجراء مقابلة مع ضيف واحد، بدلاً من أن يقوم مقدم واحد بإجراء المقابلتين. في مثل هذه البرامج، قد يكون من الصعب أحيانًا تحقيق التوازن بين اتخاذ القرار الإبداعي واحترام وقت البث. عليك أن تحافظ على تفاعل الجمهور، ولهذا السبب تحتاج إلى أن تكون مبدعًا ومحددًا في المواضيع التي تناقشها.
- الطاولة المستديرة: يعتبر بودكاست الطاولة المستديرة شبيهاً ببودكاست المقابلة مع عدد أكبر من الأشخاص، وتحتوي كل حلقة على مقدم واحد مع مجموعة من الضيوف، ويكون النقاش طبيعياً وعفوياً وكأنه بين مجموعة من الأصدقاء. إذا نجحت في تقديم محتوى مميز ومناسب لناحية المزيج بين الشخصيات ووجهات النظر، فإن المحتوى المميز والسلس الذي تقدمه حلقة تلو الأخرى سيساعد برنامجك على تحقيق النجاح. يمكن أن يكون تنسيق هذا النوع أمرًا صعبًا، إذ أنك تتعامل مع جداول زمنية مختلفة للعديد من الأشخاص، ولكن إذا عزم المقدمون على العمل معاً لإنجاح البرنامج، فإن هذه الخطوة ستحقق الهدف.
- سرد القصص غير الخيالية: القصص غير الخيالية عبارة عن حلقات بودكاست حول أحداث واقعية، وهي نوع بودكاست ممتاز للمستمعين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن عالمنا، ويمكن تشبيهها إلى حد كبير بفيلم وثائقي صوتي يكشف عن حدث أو قصة حدثت في الحياة الواقعية، وتكون القصة عادة مقسمة الى حلقات عدة. يتطلب هذا التصميم مهارات بحثية استثنائية وقدرة كبيرة على سرد القصة بشكل واضح ومتماسك، وهذا ما سيؤدي الى وجود جمهور مخلص للعرض.
- سرد القصص الخيالية: ويعرف أيضاً باسم بودكاست المسرح، ويتضمن قصصاً خيالية يتم سردها عبر حلقات متعددة، على غرار الدراما التلفزيونية. تمامًا مثل البرامج التليفزيونية، تستخدم برامج البودكاست هذه التشويق لإخبار القصص. شهد تصميم البودكاست هذا ارتفاعًا هائلاً في شعبيته مؤخرًا، كما يقبل عدد من الأسماء الكبيرة في عالم التلفزيون والأفلام إليه أيضًا. إذا كنت كاتبًا جيدًا، فقد يكون هذا البودكاست طريقة رائعة لنشر كتاباتك، ولكن الأمر يتطلب الأمر أكثر من مجرد القراءة على الميكروفون. هذا النمط هو سينما صوتية أكثر من كتاب مسموع، وغالبًا ما يتطلب إنتاجًا موسيقيًا وربما شخصاً يحترف التعليق الصوتي. هذا النوع من البودكاست غير مألوف، لذلك قد يستغرق الأمر بعض الوقت والعمل على تكوين جمهور، وستتنافس مع كل مصادر الدراما ورواية القصص بما في ذلك التلفزيون والأفلام ويوتيوب وما إلى ذلك ... ونظرًا لأن حلقاتك كافة مرتبطة ببعضها البعض. عليك التخطيط للحلقة بالكامل لتكون أكثر تماسكاً.
- المحتوى المعاد توجيهه: إذا كنت بالفعل مدونًا أو مدوِّن فيديو أو أي نوع آخر من صناع المحتوى، فيمكنك بسهولة تحويل ما تفعل بالفعل إلى بودكاست المحتوى المعاد توجيهه. هذا التصميم مثالي للمبدعين في الوسائل الأخرى الذين يتطلعون إلى الوصول إلى جماهير جديدة. نظرًا لأنك قد أنجزت بالفعل معظم الأعمال الأساسية في إنشاء المحتوى الخاص بك، فإن الانتقال إلى بودكاست عالي الجودة سيكون أسهل بكثير، ومن المحتمل أن يكون بعض التحرير ضروريًا وسيكون الوقت الإجمالي الذي يستغرقه إنتاج الحلقات أقل بكثير مما لو كنت تعمل على إنتاج محتوى جديد من الصفر.
تعليقات
لا توجد تعليقات
الرجاء تسجيل الدخول لترك تعليق.